السبت، 23 يونيو 2012

هو ..




فى الفجر نُصلى معا ً و نقرأ القرآن  وبعدها ..



ندخلُ فى نومٍ عميق ويأتى الصباح لـ يُداعب عيوننا نور الشمس من تلك النافذة وصوت العصافير يُنعش الحُب بداخلنا , شجار المارة بالشوارع , صوت عربات الفول , المُنتظرين بطابور الخُبز , المُزعج بائع الانابيب , فوضى الاطفال الذاهبين للمدارس كُل ذالك يبعث فينا الحياة , إلى أن يأتى بائع الجرائد وما أجمل الصباح حين يبدأ بالقهوة و قراءة الجريدة و الراديو يُذيع حفلات أم كلثوم وحليم وفيروز وعبد الوهاب وأنا وهو معا ً نتناول فطورنا فى تلك الشُرفة التى أعددنا كُل تفاصليها معاً يوما ً ما ممُتلئة بالكُتب , الشموع , اللوحات , التُحف , الاسطوانات الموسيقية القديمة والمعاصرة , وبعضٌ من ألعاب الاطفال الذين لم يشاء الله لنا أن نُرزق بهم يوما ً , نتجاذب أطراف الحديث وكلاً منا يتمنى صباح جميل لـ الآخر ويبدأ برصد التوقعات , ثم يمسك هو بالمشط ويبدأ بتسريح شعرى بحنان مُلامسا ً كُل خُصلة على حدى وأبدأ أنا وقتها فى إلقاء بعض كلمات الشعر والدعوات التى حفظتها له بقلبى طوال تلك السنين ,

ثم يقترب كُلاً منا إلى الـ آخر استعدادا ً لتلك القُبلة " قُبلة الوداع " قبل النزول للعمل .. ثم بصعوبة بالغة ننصرف عن بعضنا .

فى الطريق إلى العمل أبدأ فى التفكير بنا .. بـ التفكير به وفى ذاك العمر الذى قضيناة وسنقضية معا ً ونحنُ عاشقان ما بين الحُب والغيرة والخصام والهجر والمرح والمد والجزر و العواصف وكُل ما هو فات وآت ..

أبدأ بـ تفكير ممُتزج بـ المشاعر لـ وصف  " هو "

هو وبدون مُبالغة نبض قلبى , كُل تفاصيلة صغيرة مُبهرة  , هو عشق الروح .. عشق مُنذ خُلقت أنا وقبل أن يُخلق هو ! كما يُقال فى الافلام العربية والتى لم أكن أًصُدقها مُطلاقا ً يشبهنى فى تفاصيلى الصغيرة والكبيرة إلى حدٍ غريب يُثير التعجب والاستفهام . نعم هو كـ أنا تماما ً.. فى تناقضى وقوتى وضعفى وكُفرى وإيمانى ومَرحى وكآبتى وحماقتى وذكائى بساطتى وتكبُرى العنفوان والهذيان حتى القسوة والحنان ! يُحب الفجر لا الصباح ويعشق الليل .. يهوى الشخبطة بالالوان ولا يُجيد الرسم والموسيقى عندة سر الحياة ولا يُجيد العزف , يجذبة الانتيكا والتُحف والصراخ تحت المطر , مُلامسة الكُتب والتخطيط بالقلم ع الورق , ويأتية الوحى من الشمس والنجوم والقمر واحيانا ً من ضحكات تلك الحلوة ذو الضفائر حين يُداعب خديها الهواء ويرفع فستانها لـ أعلى فيكسو وجهها وتبقى عارية بعودها , هى كُلها أشياء بسيطة لـ كن هو بل آنا معا ً نعشقها ونُحبها , حتى صدى صوتنا واحد فى السكون .. والله لو ما كُنا اثنين فعليا ً لـ كُل منا جسد وروح  وما كُنت أنا أُنثى وهو ذكر لـ ظننت إنه توأمى اللامرئى !

هو حنون لـ درجة إنِ أُفكر كم سيكون مُؤلم إذا يوما ً رحلنا عن بعضنا , فـ هو يمتلك من الحنان ما يشبة رحمة الله على عبادة !

وحين يأتى الليل يكون أجمل ما كان ينبغى أن يكون نصمُت لـ نستمع للموسيقى معا ً وبـ نظرات عينينا نتبادل أطراف الحديث فـ تحمر وجنتى وترتفع حرارتى ويهُبط إدراكِ , يُصيب الشلل أنحاء جسدى وتتجلط الدماء وقتها كـ تيار كهربائى حين يُلامس أطراف أصابعة الناعمة لـ كفوف يدى الصغيرة , يتصاعد ويهبط نبض قلبى من حرارة أنفاسة حين تُبخر عُنقى فيسقط وشاحى , وحقيقتا ً يصبح كُلى وقتها عارى ليس فقط كفى ولا عُنقى ولا وجهى ..  فـ حين نصُاب بالُحب نحنُ ننزع عنا رداء العقل و يبقى القلب سلطان فيصبح كُل ما بنا عارى تماما ً !  جرىء هو وخجول فى الوقت ذاتة إلى حد ينبغى عليا عقابة بـ الخلود معى دائما ً وأبدا ً ..

بعد ذالك تأتى تلك اللحظة التى أعشقها فى اليوم حين يُعتم الليل ويملأ السكون أرجاء الكون ويهدنا السهر فـ يأخذنى بحنان مُبالغ فية على حِجرَةُ ويضع رأسى على صدرة هامسا ً فى أذنى أهدأى يا طفلتى الكبيرة , ثم يبدأ بمُشابكة أناملة بخُصلات شعرى الطويل القصير وهو يقرأ لـِ القرآن كـ الاطفال تماما ً مُبتسم قلبه يخفق بشدة .. يا الله هى أحاسيس لا توصف فى تلك اللحظات فـ هُناك ما نشعر به ولا يُمكن مُطلقا ً لـ كلمات التعبير عنه .. ملاك هو أم أنا التى تحلم ؟ لا هو حقيقى تماما ًفـ أنا معه الآن فى أحضانة و بين ذراعية أسكن بجسدة خط الاستواء , عيناة عسليتان تميل إلى زُرقة البحر , شفتية بُنية غليظة , شُعيراتة سوداء تمتزج بخًصلات بيضاء , صوتة هادىء به بعض الخشونة , لمستة قوية حنونة , أنفاسة حارقة , تفاصيلة هى المأوى .. وكلما مضى بنا العمُر تبقى تفاصيلة كُلها تُشعرنى بـ الاغراء .

نعم نحنُ لم نُرزق بـ أطفال ولكن ..

هو لـِ أنا فى الصغر طفلى , فى الكبر رجل " أب .. زوج .. حبيب " , هو الكُل والجزء و المتناقضات .

هو رجل تحدى أنوثتى حطم الكبرياء و سار بجسدى مجرى الدماء , أضاء وحدتى المظلمة العمياء .

هو رجل لو كان من رَحمى ورضع من نهدى ما كان لـ يكون كـ هو ويحتوى إنكسار أنوثتى التى لم ولن تنجب له يوما ً الابناء !

هو و أنا رغم آنا بلغنا من العُمر 60 عام مازلنا نمارس الحُب كـ صبايا فى العشرينات , نمرح معا ً كـ الاطفال ونلهو بـ الالعاب , لم تشيخ قلوبنا و تعجز أجسدنا , لم يهزمنا الزمان .


هو ببساطة لـِ  وطن وإنتماء .. هو أنا وإن كُنا إنثان ♥..


مؤمنة أنا بـ هو وبغيرة من البشر كافرة ..

هو تجلى لله  !



ويبقى هو  ♥

بقلم : نورهان محمود .
 


هناك تعليق واحد:

  1. يا شيخة حرام عليكى

    حبونى معاكو ههههههههههههههههههههههه

    ردحذف