الثلاثاء، 10 يوليو 2012

حــيـــاة ..





ولـ أنَ " حياة"  ممُتلئة بـ الحياة فى جنونها وشغفها وحنانها وقسوتها كان الجميع يَعشثقُها كان الزمان يَمُر ويتغير وهى كما هى مُحتفظة ببرائة الطفولة و روح الانثى بداخلها , غالبا ً ما يصفها الاخرون بـ الملاك فـ هى فى كُل شىء مُختلفة لا تشبة تلك الكائنات البشرية .

إلى أن جاء يوما ً وقام آخر بـ إستدعاء الشيطان بداخلها !

للحُب فى حياة " حياة " كُل المساحات الممُتلئة والفارغة و إذا ً بها يوما ً ما فى مكان لـ تَلقى العلم تُقابل شخصا ً يُدعى " آسر "
فى هَيئتَة ُ رَجُل ليس كَـ كُل الرِجَال مُتَزن خَجول بعض الشىء .. ثرى بـ ثقافة كُل المجالات والعوالم رغم إنه لم يتَخط الثلاثون عام !  كانت حياة دائما ً تستشعر فيه ذاك الرجل الذى ظلت تَحلم به عُمرا ً .. كُل ما به كان جذابا ً ومُلهما ً حتى أخذت تَكتُب عَنهُ دائما ً شعرا ً ونثرا ً وتحاكى حكايتة لـ كُل ساكنى الارض وكُل  الاشياء ..

تفاصيلة مُبهرة .. حتى الدُخان المُتصاعد من سيجارة كان وقع رائحتة لها مُختلفا ً ! عِطرَةُ كان بمثابة الهواء النَقى لها !

كان هو حقا ً آسر لـ جميع قلوب العذارى من النساء  ..

نعم عاطفية هى لـ أقصى الدرجات التى تبدو مُبالغ فيها ..
إلى أن نزلت عليها لَعنات الحُب وقام الشيطان بـ إستدرجها حين أحبها !

" آسر " فعليا ً رَجُل مُختلف تماما ً قضى عُمرا ً يلهث وراء العلم والمال حتى حَصد ما يكفى ويزيد منهُما
لم يشغل وِجدانة يوما ً " الحُب و الزواج " فـ الجميع من النساء متساوون فى عينية مهما بدت عَليهُما الاختلافات !

رُبَما كان ذالك بمثابة عُقدة له فى الحياة بسبب والدتة التى تزوجت بعد وفاة والدة بـ عام و تخَلت عن أبنائها أيضا ً من بَينهُما آسر
لـ تتمع بما فاتها من الحياة وتلحق بما آت !

ومع ذالك لا يُمكن أن يكون ذالك مُبررا ً لـ آسر أن يفعل ما يفعل بـ النساء ..
وهذا ما أكتشفتة حياة مُتأخرا ً بعد عامان من علاقة مُتصلة بـ آسر تَدخل فيها الشيطان لـ يَعلن إنتصارة ع الانسان !

بعد أن وصل آسر لـ مرحلة عُظمى من العلم وجَمع الملايين من المال .. أكتشف أن العَمر به قد فات
وبدأ يتأمل حياتة لـ يجد إنة وحيد تماما ً دون أهل , أصدقاء , حُب  وحتى دون زوجة وأبناء
فقط ما يُحيط به من جُدران صامتة صماء ..

 بدأت آثار الوحدة والفراغ تنخر فى أنحاء جسدة و الجوع العاطفى يجتَاحةُ حتى النُخاع , لم تَعد الحياة حياة
ولم يَعُد للعلم فى حياتة مجال فقد شَبِعَ حتى لـ شيئا ً آخر جَاع !

كان يلاحظ آسر أحيانا ً أهتمام " حياة " به وبتفاصيلة و بمحاولاتها لـ إجتذاب الحديث معة و التَقرُب منه ولكن
لم يكن يبالى فهى من الفصيلة الملعونة ( فصيلة النساء ) كما إنها تبدو طفلة بالنسبة إلية على كل حال .

ولكن حياة لم تهدأ أبدا ً وكانت على إقتناعٍ تام بإنة هو الرَجل الذى تُريد والذى سيكون لـ عُمرها مأوى
فـ أقتربت مِنهُ حد إنه لم يستطع أن يُقاوم عاطفتها وسحر جذابية عَقلها و ملامح وجهها الملائكية الناطقة بُكل الاشياء
كان الحديث معها يجعله يَدخُل فى عالم ليس كَـ كُل العوالم و يُقن إنها ليست كَـ كُل النساء و فارق العُمر الكبير بينهما كان يذوى حين تُنادية بصوتها العَذب " آسر حَدثنى عن هذا و ذاك " ..


بدأ هو يفكر ولما لا .. هى التى جاءت وبإمكانها أن تُضيف بوجودها بـ حياتة حياة و وتملاء تلك المساحات الفارغة و تُشبع ذاك الجوع العاطفى الذى أوشك أن يَعصف به ع شاطىء الهلاك .

بدأ آسر يُداعبها ويتفنن فى إرضائها و التودد إليها كما لم يفعل أبدا  من قبل  ..
كان يشعر أحيانا ً بإنَ الحُب تسلل إلى أعماق قلبة ولكن هو يُدرك إنه غالبا ً فى حالة إحتياج !

كان بين الحين والآخر يشعر بـ فاجعة كَذبه وخِدَاعةُ و يُعَاتبة ذاك الجُزء المُتبقى من الضمير على فعلتة تلك معها
ولكن هو لم يَعُد قادر على مُقاومتها ومقاومة ذاك السَيل المُنهال من العاطفة لديها ..
تغير بوجودها كُل الوجود و تحولت ظُلمة الكآبه إلى أفراح تملاء أرجاء الكون .. كانت بمثابة الاهل والاصدقاء وكُل شىء.

ورغم  ذالك لم تكن تلك الاحاسيس المُفجعة بـ الاحتياج للحُب تهدأ ابدا ً كان دائما ً يُريد المزيد والمزيد
وهو يَكبر فى العُمر ويَكبر و تحول ذاك الجوع العاطفى إلى نوعٍ آخر وبدأت الشهوة و الرغبة تَجتاح وجدانة وجَسدة .

وهى مَعةُ لا تًُدرك الدنيا والحُب والرجال إلا بنظرتها الرومانسية البحتة التى فرضتها عليها كُتب الشَعر والروايات
كانت مُستسلمة للحُب بـ كُل طهارة ونقاء ..

وهى مَعهُ دائما ً تَحلم بذاك الفُستان وتلك الطرحة و الورود فى كل مكان وضوء الشموع و بهجة الاطفال ,
 و ذاك السر العميق للسعادة فى لحظات الزفاف ..

بكل شَغف دائما ً كانت تنتظر أن تسمع تلك الهمسات التى يُتمتم بها الرجال فى آذان النساء ,
 لـ يُخبرها أنها من يرغب أن تُشاركة كل ما هو آت فى الحياة .. و أنها جميلة الجميلات وسيدة النساء .

وإذا به يوما ً قد هَدَهُ الوحدة المُحشة ذاهبا ً  للـ عَمل وهو فى هيئة تشبة الاموات الاحياء !
لم تتحمل حياة طوال وقتها هذا الاحساس وتلك الملامح الشاحبة و رائحة الموت الصادرة من عِطرة ..

وانتهى وقت تَلقى العِلم لـ حياة  و العمل لـ آسر معا ً .. وذَهَبَ الجَميع
و إذا بها هى تقترب منه و بيدٍ مُرتَعِشَة تضع يديها على وجهة و تتحسسها ماسحة تلك الدموع التى تسكن بين جفنية
ثم سَحبت يديها وهى تعرف إنها أرتكبت خطأً لم يكن ينبغى عليها أن تَفعله ولكن أخذت تُردد فى نفسها " سيكون لـِ .. سيكون لـِ "!

حَدثتة بـ حنان مُبالغ فيه مُتسأله عن سبب ذاك الهذيان ولم يُجيبها آسر عن سؤالها ..
وإنما  أخذ يحكى تقاصيل حياتة البآئسة و عن سر تلك الكآبه التى تسكن تقاسيم وجهة ,
عن والدتة وخيانتها لـ أبية و عن هجرها لَهُ صغيرا ً .. إلخ , كان يبكى وهو يحكى بُكاء َ يشبة بُكاء الطفل الصغير
وكان أنين قلبه يتصاعد لـ يمُزق قلب تلك الجميلة حياة حتى بَكت بُكاء ً عَذب كـ ملاك و دون درايةً منها كانت تقترب
لـ تَستَمد الدِفء مِنهُ و لـ تَبعَث فيه إحساس الاحتواء والامان لم يستطع مقاومة حنانها و تَلك الَرغبة فى إحتضانها ولو لـ ثوان
فـ غَير جَلستة و مَد ذراعية نحو خَصرها وضمها إلى قلبه وأحتضنها حُضنٍ دافء عَمِيق ثُم ألتَفَت أنَاملةُ حول عُنقها ثُم طَبع قُبله على  وجنتها البيضاء و بعدها إلى جلستة العادية عاد ..

حياة فى حالةٍ من الـ لاحالة و ذاك الحُضن العَميق ما زالت تَستشعرةُ لم تُدرك أن اللحظة أنتهت !
كانت مُستسلمة للحُب بُكل ما بها ولم يمنعها إحساسها تجاهة بالعطاء ما دام سيكون لـ تعاستة دواء .. وسيكون لها يوما ً ما !

اما  آسر فى حالة سكون تام .

مَضت تلك اللحظات وأنتهت و لم تتكرر ثانيتا ً أبدا ً بشكل ٍ أو بآخر وذهب كُلاً منهُما , و لم ينساها أيا ً مِنهُما ظَلت  مَحفورة فى الوجدان ,
وكُلما مضت الايام وهُما معا ً كان للحُب سلطان يَعلو جميع الخطايا التى فاتت و لـ وَهمِ الزواج سلطان التوبة والغُفران .

حياة مُتعبة هَدها الانتظار لـ تلك اللحظات و تحلم بمجيئها وتتخيل جمال الكون وقتها و تُدَون ذالك دائما ً فى دَفتر الذكريات ..

مَضت شهور وأيام حتى بَلغَ آسر وحياة  معا ً عامان , وفى بداية اليوم الاول لـ للعام الثان كانت نهاية كُل ذاك الهيام وتلك الاحلام

أستيقظت حياة من نومها هذا اليوم  لـ تَجد أن َ كُل ما بها مُغطى بـ الدماء .. هى ساقطة ع الارض فى بِركة من الدماء  !

حاولت الوقوف على قدميها ولكن كانت تَشعُر بـ الدوران .. كُل شيئ ٍ يدور كُل شيئ ٍ أحمر ينزف الدماء !

بدأت تستعيد وعيها لـ تتذكر ما حدث وما سر كُل تلك الدماء .. وأين هى الآن ؟!

وإذا بها تتذكر وتستوعب الحَال فـ تبدأ بـ الضَحك .. ضَحك هِستيرى مُرددة :

 " قَتلتة ُ .. الحَمدُ لله | الحَمدُ لله قَتلتَة ُ ( و ضحكات هستيرية وبُكاء ) " ! !

قَتلت حياة آسر دون أن تدرى أنهُ هوَ قاتلها .. وأن حياتها قد أنتهت بـ قَتلهُ

ثم توقفت فجأة ويبدو بـ ملامحها بَعضً من الجنون و بدأت تسأل ذاتها : " وهل أنا بـ قاتلة ؟؟! "

تَصرخ و تُهَرول يمينا ً وشمالا ً و يديها وثيابها مُلطخة بـ الدماء تُردد هذا السؤال , ولكن لا أحدَ يُجيب فـ هى وحدها فى هذا المكان
مع تلك الجُثة لـ آسر مُبهمة المعالم مُمَزقة تتناثر منها الأشلاء ..

تُهرول كـ المجنونة المُعَلقة بين خَطئية الحُب و خَطيئة القتل !

بَعد نوبة صراع الحلم الجنونية بدأت حياة نوبة بُكاء غَزير وحاولت تهدئة ذاتها وإستيعاب تلك الصَدمة التى تَعرضت لها والتى قادتها إلى الجنون مؤخرا ً والشروع فى القَتل ..

حياة  قَتلت لـ أن هى التى قُتِلَت حين تم إغتيال برائتها حين كان الوهم سيد أفكارها و الذئب البشرى " آسر " يُلوث طهارتها و ما كان لـ سلطان ٍ عليها سوى " الشيطان " .. تفكر و تفكر وتهرول وهى غير قادرة ع التفكير مُطلقا ً .

و إذا بها تَسقُط من هول الدوران , قلبها يخفق بشدة تُكاد تموت فى تلك اللحظات , نبضها يصعد ويهبط تحاول تمالك ذاتها ولملمت شعث روحها لـ تعود لـ وعيها تهدأ فتبدأ فى النظر من حولها والتأمل فـ تجد إنه ليس هُناك دماء ولا آسر ولا جُثة !

يديها بيضاء نظيفة و ثيابها كما هى فـ تُرى هل جَنت فعليا ً وفقدت عقلها ؟!

هدأت حياة لـ دقائق لتستوعب ما حدث وما يحدث و تُدرك إنها كانت تَحلم فى إستيقاظها .. تَحلم بما تتمنى
رغبتها فى الانتقام كانت قد سيطرت على وجدانها تماماً بعدما بدأ آسر بتجاهل مُكالمتها الهاتفية و رسائلها الالكترونية
حتى ترك لها يوماً رسالة وداع يُخبرها بإنة قد أتم إجراءات الهجرة للخارج وإنة لن يعود أبداً ,
 ثم أضاف " سأشتاقك وأشتاق أيامنا معاً أتمنى لكِ حياة سعيدة عزيزتى و مستقبل جميل " ! .


كانت صدمتها أشبة بالقذف من السماء إلى الارض  وفاجعة خيبتها لم يكن لها مثيل ..

ومع مرور الايام و السنوات تسلل البُغض إلى  قلبها و الشر يسكن خلايا عقلها تجاة الرجال و البشر , فـ  أنتهت برائتها الملائكية شيئاً فـ شيئاً و كأن الشيطان  أصبح وجهها الآخر , ومات حياة فى الحياة وأصبحت كـ جسد بلا روح  .

حياة لم تكن ناضجة كفاية لـ تُدرك جانبى الحياة و البشر , كانت تعتقد أن الجميع يشبهها ولم تدرك أنها فقط تُشبة ذاتها أما تلك الذوات التى تناقضها وفقاً لـ نشأتها المُغلقة لم تكن تُدركها ولم تستطع تَقبل تواجدها وكأنها كـ الشواذ !


بقلم : نورهان محمود .

هناك 5 تعليقات:

  1. مؤكدا عقدته من كل النساء ، قتل آسر الحياة في حياة..
    شدتني القصة جدا و لم اتصور أن تكون هذه هي النهاية..أشفق على حياة جدا تلك البريئة النقية قليلة أو معدومة الخبرة،ولكني قد أشفق على آسر أيضا بشكل ما فالجرح أو العقدة في الصغر تشكل وجدان الشخص و نفسيته لسنوات حتى يصعب و قد يستحيل التخلص منها..
    ..
    كعادتك نورهان تجيدين اختيار موضوع القصة و تجيدين ابراز الجوانب الشخصية و النفسية و الشعورية للأبطال..الى جانب اجادة رسم المشاهد... تحياتي

    ردحذف
  2. صباح الغاردينيا نورهان
    حياة طفلة بريئة أنجرفت للحب بطهرها ونقائها وأضاعت حياتها بين يدي آسر الذي أضاعته والدته منذ صغره هو يحمل عقدة من سنين وهي تحمل طهر السنين لكن اللقاء لم يكن منصفاً هو هاجر وهي ماتت دون وفاة "
    ؛؛
    ؛
    رائعة بل مذهله لله درك ماأروع سردك
    تقبليني صديقة ومتابعة لركنك الرائع
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
  3. الللللللللللللللللللللللللله رائعة رائعة اولا فيها كم احاسيس هااااااااااااايل كمان خطفتينى من الاحاسيس للدم عارفة جردل مية ساقعة فوقنى بس جميلة وثردك ومفرداتك جميلة

    تحياتى :)

    ردحذف
  4. رااااائعة يا نورهان


    ألو مرة آخد بالي من الجملة اللي كاتباها تحت اسم المدونة $:

    "حياتى كُلها عَبث ٌ , فلا خبر ٌ أعيش ُ له .. ولا لأحد ٍ أعيشُ أنا .. ولا لشىء استنظر"

    عجبااااااااااااااااني جدااااااااااا ^_^

    تسلم إيدك

    ردحذف