الاثنين، 8 سبتمبر 2014

سَـلامٌ عَليكَ يا أنتَ






قريبان نحن كل القرب
بعيدان نحن كل البعد
,,
كـ كوكب أنتَ تطوف فى فضائى
لا أنتَ شمسٌ ولا قَمر ولا نهر

ولا أدرى كيف أصُنفك ؟
لست ككل البشر الذين عرفت على الأرض
لا ملاكاً و لا شهاب ولا  كائن فضائى

كـ قطعة سحاب أنتَ
بياضك نورانى حد الطُهّر
كـ قنديل شفاف
كـ ضىّ الحِلم
..
مُتقلب معى كـ موجة بحر
غائب دائمً ثم تأتى دون مُقدمات تقتحمنى بوجودك كما يحلو لكَ
كاذب فى عاطفتك تجاهى حد الصدق
صادق مع ذاتك فى إنكار وجودى حد الكذب

وقع كلماتك علىِّ كـ وقع نيازك ع الأرض
يخترقنى ثم ينفجر ثم يتوغل بإعماقى ببطء
لا يقتلنى و لا يبقينى حيّة و يبقى
حد التسلل بين ثنايا دواخلى
فيستقر فى كل خلايايا حد التوحد
..
ماذا أحكى لكَ عَنك ؟
سأحكى ما لم أُخبرك إياة من قبل
أقرأنى و أرجوك لا تفعل
دعك من ثَرثرتى النسائية و أذهب لتستكمل ما كنت تفعل
وأعرف إنك ستقرأ ولن تُدرك إنك هو أنتَ ..
 و أعرف إنك كُنت تُحب غيرى من قبل
وأنك تَعرف إنى أحببت غيرك من قبل
وقدراً انتهينا من كل شىء فى يوم لننجذب لبعضنا البعض
و لـ آنا ظننا فى يوم أننا أصدقاء لا نستطيع تقبل أمر إننا لم نعد ..
وإننا تجاوزنا بدواخلنا بكل صدق صداقتنا حتى تلاشت فى قلوبنا
وأن نواقيسها دَقت لتُخبرنا إنه ( الحُب )
نعم ( الحُب )
الذى كنا نُصارعة كل الوقت حتى لا يأتينا
ولا يجتاحنا فيُربكنا فينتهى بيننا اللاشىء
أعرف عنك كل شىء و كل ما يدور بداخلك
ولا أعرف عنك شىء بالفعل !

و أعرف إنك أحببتنى فى يوم حد العشق
و فَكرت فىِّ كل الوقت و كتبت لىِّ الشعر
ثم حذفت الكلمات و ألقيت بالورق فى ذاكرتك
حتى لا تقرأها لذاتك و تضحك عَليك
حين تعترف لذاتك كم تَفيض لىِّ بالحب
رغم إنك منذ البداية كـ أنا قررت إنك لن تفعل
لن تُحب ثانيتاً بعدها وإن حدث و أحببت فلن تكون أنـا !
وحدث رغماً عَنك أنك أحببتنى كل الحب ,
و إنى غرست بقلبك بذرة عشق  ,

أعرف إنك لاحظت تَوهج أنوثتى فى حَضرتك ,
و أن التناقض بى هو ما جذبك إلىِّ ,
و أن قلبك فى حَضرتى خَفق و عقلك جَن ,
و هذا البريق فى عينيك هو إنعكاس لإشتراقتى عَليك ,
حد إنى قرأت تفاصيل قلبك فى ملامح وجهك  !
..
 هل تكتفى بهذا القدر ؟
لا تَقُل لا , دعنى أخُبرك عنك

أحُب أن أحكى عَنك لكَ يا أنت

أنتَ :
الطموح
الحِلم
الفكر
..
التواضع
الغرور
الكِبر
..
العَتمة
النور
الضىّ
..
الطريق
المُنحنى
السراب السرمدى
..
الحياة
التية
الصَحوة
الموت
..
أنتَ :
الدين
الفن
الكُفر
....
السكون
الحركة
التوازن
الخلل
..
المَعبد
العابد
الصَنم
..
دافء
بارد
صَلب
..
الصلاة
الشهوة
الذِكر
..
أنتَ :

الخير فيّا
الضمير الحىّ
شيطانى الخَفىّ
..
النقاء
الحياء
الطُهّر
..
البياض
السواد
..
الصديق
الخصم
..
أنتَ الحقيقة و الوهم !
..
أنتَ
لاشىء , و كل شىء !
..


أنتَ
إيمانك بذاتك و بخالق ذاتك ثابت يفوق كل شىء ,
..

قلبك ;
بلون النخيل أخضر
ينبت سنابل حُب كل الوقت
بياضٌ و ترياق و طُهّر
..
عينيك ;
كـ لؤلؤتين عسليتين
فيهما أعرف كيف يكون ضىّ الحلم و نور السماء بالليل
..
صوتك ;
دافء , راقى ذات لحن موسيقيى
يلغى جميع الفنون السابقة عليه
..
عقلك ;
سراج مُتدفق بحِكمة وفكر و طموح فَذ ,
لا حداثى ولا تراثى و لا يجاورهما معاً ,
هو عقل مُتفرد تمامً لا يشبة أحد
..
فقُل لىِّ كيف لا أحُبك ؟
كيف لا أفعل كُل الوقت ؟
..
قُل لىِّ كيف أُخبرك إنى أُحبك و أنا كُل ما بى أصبح ناطق بكَ  ؟
..
إنزع تَقلُبك عَنك , و لا تكن كـ موجة بحر , ودعنى أقُل لكَ إن كُنت لا تُحبنى :
أذهب بعيداً حيثُ لا أنا فيكون اللاشىء حد الموت ,
و أتركنى وحدى أكتب لكَ و أستكمل معركتى معك ,
دعنى أعيش خبيات هزيمتى فى دروب حُبك , دعنى من إدمانك أتعافى و أتحرر .
..
و إن كنت تَفعل حد العشق ;
تَوج يدى بخامتك و أكتُبها لىِّ على سحابة بسابع سما ,
دَع الكون و رَب الكون يُباركنا بفرحة لم يشهدها من قبل ,
ثم قَبّل جبينى بشفتيك التى تُشبة حبات الكرز ,
و زَين رأسى بتاج كريستالى كـ لؤلؤة عينيك و أحتوينى برقصة بين ذراعيك ,
تلك اللحظة التى سأكتمل فيها بكَ  , فتبقينى بعيدة عنهم جميعاً قريبة منكَ وحدك ,
و حينها سأكتفى بكَ  , سأكون لكَ الحياة و منتهاها , يا أنتَ .
..
أقترب و كفانا مدّ و جزر  , ثم ألقى التحية بخشوع على قلبى و تَوج يدى بخاتمك
و حينها سألتقيك بـ إِنحِناءة مَحبّة و باقة ورد ,
ثم سأُدخلك رَحمى ثم ألدك فـ تُبعث للحياة من جديد ,
سَأدَعكَ كما شئت من نَهدى تَرضع ,
تنام على حِجرى حين أغُنى لكَ ,
نلعب , نُغنى , نبكى , نضحك
نقرأ القرآن و نُصلى معاً ,
فأكون لكَ أمك و حبيبتك و لوجودك منبع  ,
فتعيش معى كل الأعمار كـ طفل و شاب و كهل , و تتجدد
فى بحورى تغرق ثم تنجو ثم تعود فـ تهرب فتتلاشى , فـ نتوحد
فتكون بىِّ و لىِّ دائمَ و أبداً .
,,
و يبقى ما هو مسكوت عنه هُنا يا صوت صمتى أنتَ ,
فـ هل لىِّ أن أكون أُم قلبك يا ابن قلبى , ضىّ عينى ,  و هج الرَوح ؟
..
هل عَرفت من أنتَ ؟
..
هل تُدرك من أنا ؟
أنا تلك الفراشة التى تُحلق حولك
 و تبتعد إذا وجدتك قد لمَحت إقترابها منك
وتقترب حينما تلتفت و تبتعد أنت 
أنا ظِلك و إنعكاسك ,
صورتك و حقيقتك الكامنة بداخلك ,
 أنا التعدد و التناقض و التكامل ,
أنا القريبة البعيدة منك ,
أنا ما تخاف أن تعترف به لذاتك
و إن فعلت ستندهش تمامً منك .
..
أنا لا أنتظرك و لن أفعل ,

فـ سلامٌ عليكَ يا أنتَ

..

      نُ
نورهان محمود



هناك تعليق واحد: